الأربعاء، 18 مايو 2011

خلا السُكر من جيوبى

فى ( بانر ) مُحترم للشهيد ( أحمد بسيونى ) .. وأنتَ داخل جامعة حلوان فى المقدمة ـ كل ما أشوفه أفتكر أن أحمد مات غلط وأنه كان أوانى أنا ـ أحمد كان له بذرة حياة صغيرة بدأت تنبت ـ أسرة صغيرة من زوجة وطفلين جمال ـ  ومسجل الدكتوراه ـ
دا غير أنه لقى طريقه فى الوسط الفنى وبدأ يحس بذاته كفنان ـ يمكن غريب إنى باكتب عن أحمد وأنا مش أعرفه ـ
بس عندى يقين كل ما أشوف صورته أن مش كان آوانه يموت ـ وكان المفروض أنا ـ ايه فى حياتى يخلينى متمسكة بيها ـ أو ع الأقل ندم إنى مش اتكعبلت فى رؤيته داخل الجامعة ....

انهاردة أو فى يوم من الايام وأنا داخلة الجامعة ـ لقيت جنب صورته ، دعوة كبيرة صريحة باسم السلفيين لندوة محمد حسان يعقوب ـ ،  وقفت مندهشة أمام ( البانر ) عدّة دقائق باستوعب ـ  المهم كملت طريقي ـ بعد عدّة خطوات من البانر ـ بكلية صيدلة وهى تحتفل بمركز ما لا أعلمه  ـ الغريب أنهم اعتمدوا فى أغانيهم على ( خش عليه خش عليه ) و( أنا شارب سيجارة بنى ) .. أو يمكن شئ مش غريب ...
وتنتهى رحلتى قبل طلوعى على السلالم بمكان قريب من ( السنتر ) وهو مشغل أغنية ( إزاى ) لمحمد منير على اعتبار أنها أغنية وطنية ـ وعند رجوعى انضم لهذا المشهد صوت خُطبة بصوت عال من أحد الطلاب
...
المشهد غريب ـ لكن ببساطة خلينا نقول أن التابوه الدينى / الجنسي / السياسي .. بدأ بالتمازج ـ بالتداخل ، أو أن المفاهيم اختلفت ـ المفارقة أن هذا داخل حرم جامعى / علمى يعنى / بالبلدى مكان تعليمى .. حسيت ببساطة إن لسه مُبارك موجود فى سفينة فضائية شفافة بتدور زى ( مستر إيفل ) فى فيلم ( إيستر باور ) وهو بيطلع لسانه
..
دا لإنى حسيت لسه بثقافة خلّى الشعب ياكل عيش ـ يدّروش / يرقص / يكون معارضًا وهميًا ...
وكل ده يتركز فى فكرة الاستعراض .....
It's Show Time

قابلت أخويا وأنا متعصبة جدًا وباشتكي له .. إزاى ده فى جامعة ، وصل الأمر للدرجة ـ جاءنى الرد يسكتنى .. عشان يقولى محمود مش مركز غير فى السواقة سيبك منه ـ ابحثى عن الإجابة فى الشجر ـ
فى الكرسي اتقوقعت وبصيت للشجر ـ نعم .. إنها الإجابة ( كله ماشي ) يعنى هنرجع لما بعد الحداثة .. من تانى 

ربما لم يكن هذا ما يضايقنى ـ ربما ما يضايقنى افتقادى صديق غاب ـ كغيره من الأصدقاء اتسرسبوا  ـ غاب فى ظروف شديدة الآلم ـ وكل اللى عليّا إنى أقرب منه بخفة لا تجرحه ـ لمجرد الإطمئنان  ـ ربما أنا أخذت على الفقد بقوة خلع درس العقل

كنتُ أظن أن بعض السُكر اللى جيوبى هيبهج الناس ـ و أنا مسيري هلاقى صانع السُكر .. قبل ما تفضي جيوبى ..
أحلم بهذا حقًا كونى بائعة السُكر ... للحالمين اليائسين ـ للمحبطين .. للمبتسمين حزنًا ـ للمقهورين قوة .. للأطفال المسئوليين ـ للعجائز الصغار ...

أصحو ليلًا فى حالة فزع للاطمئنان على عائلتى ليلاً ..
أردّد أسمائهم همسًا .. حتى اتأكد من ذاكرتى
حتى اتأكد من زمانى ...

أشتاق إلي عمرو عيسي .. رأيتك مُستقبلاً .. فغبت شهور يا عمرو
فكرت أرسل لك جوابات .. احكي لك .. عن زرعة البطاطا اللتى ماتت ـ
عن حبي المفاجئ للكتابة يوميًا وخوفى من ذلك ـ
عن حبي للرسم ورغبتى فى استعادة موهبتى معه قديمًا
عن خناقاتى مع المارة بسبب سلوكياتهم الغريبة

يا أميرة ... اعزلى عالمك الافتراضي .. بعيدًا ...
السُكر بيدوب ـ والناس تعبت ـ وصانع السُكر .. بكره يجي .. وأنا بدات أشعر بالقوة الفاشلة
مٌنهكة .... مُنهكة ... تلاشي تاريخ صلاحيتى .. ولم أعُد أصلح للحياة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق