الجمعة، 19 أكتوبر 2012




                                   
                                  





في ذاكرة المستقبل




               تبدو لي كابتسامة دافئة تمضغ وجعاً قديم /  تبدين لى وجعاً مُبتسم .. فتاتى الصغيرة /  

              ـ لا تتوقف عن النظر إلى نجومك الصباحية والطيران بخفة حولهم  /

              ـ احتسي وجعك واغزلي منه ضفائر صغيرة .. طفلتى ذات العيون الواسعة /

              ـ أراك فى ذكريات مستقلبي .. ترسم بأنفاسك الصباحية ما سوف يمضي /

             ـ من بيتك الصغير أري العالم كله ..

            مثل كل صباح طازج جمعنا ... تبدو/ ين ابتسامة دافئة عيونها مغلقة .








الأربعاء، 10 أكتوبر 2012





أنا / الآن .. خطوات بطيئة





ثُم كَانَت تِلكَ خَطوَة أوُلى 

بَعدَها ، تَنحَرِف !
.................................

ها هي العَجُوز تَجِلس فى حُجرَتِها المُظلِمَة ،

عِينَاها الضَعيِفتَان تَعتَمدان على خُيوُط إضَاءة الصَالة ،

جَالسة علي كُرسِيها الهزَاز ، تَغزِل ـ بِهدُوء ـ جَورَبِها بِألوَانِه غير المُتَنَاسِقة

تَستَمِع لمُوسِيقَي الرَاديو /

( أنا تلك السيدة العجوز )

خَطَوَتِها البَطِيئة ، تجعُلها تُدرك مَدى كِبرَها ،

كم صَارت لديها سَنَتين فى ذَات الوَقت /

خَطوَة .... خَطوَتَان .... ثَلاَث .... أربَـ ..

رُبَما يُبرر لها تَفضِلها ، رَاحتِها مُحَادَثة الأطفَال عن أى شَخص آخر ~

مَلتْ صَندُوق الذِكرَيات ، لم تَعُد تَكتَرث بما دُوَنَته من مَوَاقِف مَرتْ بِها

تَتَعَمد النِسيَان .........

( أصبحت أنا / الآن / هي ـ صار يُحرم علي فعل ما كنت أمارسه بخفة )

( احتاج إلي دعم حقيقى يا عزيزي ، ثم ارفضه ) ؛

يَلتَهِم الزَمَان أجزَاء أوقَاتِها الخَاصة

( كما التهم البعض مشاعري من قبل ) !

يُورِقها باستِمرَار سُكوُتِها ، عَدم صِرَاخِها ، ثَرثَرتِها /

( هلا غفرت لى ما يؤلمني من ذاتي ، هل استحق الغفران ) !

تَشُعر ـ العَجُوز ـ بِعَدم احَقِيَتِها فى الحَيَاة ، سَتُعَاقب نَفسِها بِالخَلاص

فالرَبْ يُعَاقِبها بالحَيَاة / بِذِكرَاها السَيئة ،

ثُم أن خَطَوَاتِها البَطِيِئة ، تَمنَع أُمنِيَتِها بِفِقدَان الذَاكِرة /

( هلا غفرت إسائتى لي / لك يا حبيبي ، لم يكن سوي غباء ، لم يكن سوي قسوتى لي / لك )

سَتُصَلي حَتْى يَمِل الرَبْ مِنَها ، يُخبرِها عن وَظِيَفَتِها الأرضية > مُمَارَسِة الخَطِيئة

( حقاً ياربي تؤلمنى بتذكرهذه المواقف ، يزداد رفضي لحياتى )

سَتَلعَبْ لُعبَة التَنَاقُض ، التى تَمَكَنت منها

( لن تقبل إنتهائها قدريا )

فِى هَذِه اللَحظة سَتجري العَجُوز سَريِعاً ، سَتَضحك ضحكَة هِستِرية ، بِجُنُون طُفُولي !

لَقد مَلتْ ـ بالفعل ـ حَيَاتِها ، الحَيَاة شِريِرة ، دُومَاً تَخَيلتْ الحَيَاة أسوأ ما فِي الكَونْ

سَتَصعد ـ العَجُوز ـ لسَطحِها ، سَتُحلق بِذِرَاع مَفَتُوح

( سارتطم بالأرض ، طائرة ، مفتتة لأجزاء هوائية ، مُتمنية الإلتحام مرة أخري )



ملحوظة * أى أخطاء لغوية / نحوية / تشكيلة .. عدوها .







الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

لا مَكَانَ لِي

لا مَكَانَ لِي/ صَدِيقَتِي تَضَعُني فِي مُقَارَنَةٍ مَعَهًا / أُختِي تَصرُخُ : كُونِي معي/ التليفون لا يَرُد/ أبي يَمُوتُ كُلُّ صَبَاحٍ/ الكِتَابَةُ لا تُشفِى/ كَفُّهُ المَفرودُ عَلى ظَهرِي يُنعِشُ ذَاكِرَتٍي/ ثِقَل شَدِيد/ حُب على الإنترنت/ نَوم طَوِيل/ رَقَبَة مَقطُوعَة/ طِفلٌ مَيت/ عَلامَاتُ استفهَامٍ تَتناثَرُ على الشَّاشَة/ أحلَى وأصغَر ... محبوبةٌ بِشدِّة مع ذلكَ تَغَار/ سبتمبر.




توقيع : غادة

الجمعة، 8 يوليو 2011

السيسي المُفجّر


السيسي المُفجّر

السعي إلى ... أن يكرهنى الجميع .. نعم .
أسعي ... أن أجعلهم يستنشقوا لحمى المُرهق .
حتى يأكلوننّى بنهم فى ميدان عام .

أعتذر .... أعتذر .... أمل الاعتذار ...
أملّكم .... ينعل أبوهم .

 ــــــــ ــــــــ ــــــــ ـــــــــ ـــــــــ

ربما أستطيع تفسير الوضع من وجهة نظر .... الألعاب ! .

زمان كانت أكثر لعبة مُحببة إلى قلبي هى الــ Puzzle 
كنت أعشق ترتيبها بفوضي .
أرتب بـــ ــــ ــــ فوضي !! .
حينها يسخر من حولى الأطفال .
 -: أنتِ بترتبيها غلط !

 كيف لى أن أصدق أن هذه هى الصورة الأصلية ـــ هى المعيار الصحيح .

اختلافى عن دينك ولا جنسك ولا رأيك السياسي ..
مش جريمة وده الطبيعى
ما أنا مش قرينك برضه يا عم !
تواضعك ــ يا أصحاب الكراسي المصنوعة من الغراء ــ مش هيقلل من شأنك
تكبَّرك، عجرفتك ــ فى نظرى أنا الطفلة اللى بَطَّل على العالم ــ بيصورك كاريكاتير كبير .
تواضع بالله عليك أيها الأصبع السلطوي .  

 يا عزيزى ... هل خدعك والديك وقالا لك ؟
-: كم هى الدنيا جميلة ـ وصافية كالمياه .
تعيش وتاخد غيرها يا كوتش !

لكن هذا لا يمنع أننَّي ببساطة ــ بكل بساطة ــ
أدركت أننَّي لو أردت أن أعيش الحياة .. سوف أعيشها.

كلمة ’يعيش‘ لها علاقة بالاستمرار .. طبيعى أى Game لــه Levels   .
بمعنى مراحل .. كل مرحلة أصعب ؛ لأنك وقتها أنت بتكون بـــــــــ تـ كّـ بـ ر .
لكن أكيد ـــ في يوم ـــ هتقفل جهازك وتفتحه و يقولك  New Game .

حينها عاهدتنى ..
-: إنّي هــ عيش ... و أموت وقت ما أبطل أعرف أعيش ..
؛ لأنّى ساعتها هكون متْ .. يعنى أنا اللى هــ ختار .. أموت .

 نتكلم جد شوية ..

ثمة لُعبة مهمة جدًا أتمنى أن أمارسها مع الآخرين تدعى لعبة ( الثقة ) ..
هى لعبة تكاد تكون ساذجة وبسيطة ..وشروطها ببساطة هى .. تقف بظهرك وتسقط نفسك ـللوراء ـــ وعلى من يقف خلفك أن يمسك بك قبل السقوط .

تم إقناعى بطريقة ما أنّنى السبب في سقوطى ـ ثقِ واتركى نفسك تسقطين و راقبي من سينقذك ـــ وهو ماحصل قريبًا، ومع هذا لم أدرك هل لحق بي أحد قبل سقوطى.

ربما حدث ولم أنتبه ـ
ربما آثار الكدمة كانت قوية لدرجة لم أتحسس من أين يأتى الوجع .   
.. مش قصة .. الناس ليست بخير ــ الناس مشغولة ــ الناس مهمومة
 
وبصراحة .. بصراحة يعنى .. من فترة طبطبت على قدر استطاعتى .
وبصراحة .. بصراحة يعنى .. كان نفسي إيد واحدة تطبطب عليّا .. بجد .
ليست أزمة ــ وقت ما كنت أبكي وحدتى المرعبة ــ بسبب غياب أمى و أبويا .
إلا أن حينها يبعث لى الرب ..
فراشة ــ أو جدتى فى الحلم ــ أو طفل يبتسم ويعانقنى .

برضه مش قصة .. لكن الحق ودا شئ مخجل وأنا أقوله ـــ أنا أشعر باليتم .

إذا أردتم للثورة أن تحقق هدفها ، ثوروا علي الأهل / أهل / أهل / أهل
اصرخوا فى وجه كل أم و أب ..
: لا نريد مشورتكم غير الهامة ، تنحوا جانباً بالله عليكم ،  
تحاولون أن تجدوا لذواتكم أهمية على حساب ذواتنا !
قولوا لأهلكم بالله عليكم لا تظهروا أمراض أجيال من سبقوكم .. علينا
لن تكونوا عظماء بالسيطرة علينا .

نعم ، الثورة على كل الجيل القديم ، كل الجيل الذى فقط يفكر فى السيطرة من أجل ’اللاشئ ‘ وهو لا يعى ، و بجانب الأهل سوف أثور على الثقة اللامتناهية من حماس الشباب و رفضهم لكل ما هو قديم لمجرد أنه قديم ، اللعنة كل اللعنة القذرة على..  هولاء و هولاء .


ــ اللعنة على الثقة المعلنة : أنا أعلم كل شئ أكثر منك .. يا حمار !
ــ اللعنة على الثقة غير المعلنة : أفعل ما شئت ولكن أنا أعلم أكثر منك ياحمار !  

 وفى تصريح أول لها ـ أعلنت أولى الخلايا الإرهابية من الشباب تحت عنوان " cisse detonator " السيسي المُفجَّر " . عن نيتها الكاملة على التفجير من أجل ..
اللاشئ ـ اللاشئ اللاشئ اللاشئ اللا    شئ  شــــ ــــــــ ـــــــــ ـئ .

·        ستقوم بإلقاء المياه فى وجه المارة
·        ستصرخ فى وجه العجائز
·        ستطلق الريح فى وجه المدرسين
·        ستحمل الأطفال من أرجلهم
·        ستقوم بأداء أعظم الشخرات للأم
·        ستفرقع أكياس البلاستيك فى وجه الأب
·        ستتحدث اللغة السيسية
·        ستعتنق ديانة الإليكترون المُفجَّر
 
تلك هى أهداف الخلية أما عن شروط الإنضمام ..

·        أن تكون وقحاً
·        أن تكون ندلاً
·        أن تكون بذيئًا
·        أن تكون قذراً
·        أن تكون شيخاً
·        أن تكون عاهرة
·        أن تكون ربًا ساخراً !
  
يندهش البعض من ضحكتي العالية ، الأغرب أنهم لا يستحملون حزنى..
بينى وبين نفسي .. أتخذت القرار .. : إنَّى كالعادة أستمر فى وضع القناع .

علي سبيل المثال .. مفتقدة صديقتى من كانت تضفر معي همومى .
مفتقدة أمى الغائبة من سنين .. مع الوقت .. الوقت ... صرت أم لـ أبي .
صرت أم لأصدقائي ... لكن حينها صرت أم بدون أب / بدون زوج .
هجرنى أبي و أريد عودته .
أم بلا أب ..... الآن .

أفتقد صديقتى الاسكندرانية ، وجودها مرتبط بكل معانى الاستمرار فى الحياة الغبية.
أفتقد الشعور بالراحة بين ذراعى صديقتى الرسامة والشاعرة ,
أفتقد دموعها التى تجعل عينيها الخضراويين يبتسمان فى سحر .
أفتقد صديق .. يُحبّنى .. أقسو عليه أقسو أقسو ..
فأصير والدته وأبكى ـــ أنا ـــ باحثة عن زوجى و والدى .
أفتقد حبيب لم أجده بعد ، ربما وجدته وأنا لا أعلم ، ربما وجدنى وهو لا يعلم .

ثوانى يارب ... نسيت أقولك إنى ـ تقريبًا ـ حبيت أميرة ... أخيرًا .

رحمة 1 ـــ من له القدرة أنه يَعّرض نفسه بهذه الجرأة : بقرأ كذا وبعمل كذا ..  
لمجرد أن يتملكه إحساس التكبر.
لو كنّا فى الغابة عرايا، الغوريلا مش هتفرق معاها أنت بتقرأ ايه وأنت مين أصلاً!

رحمة 2 ـــ لا تناسق وراء القافلة يا عزيزى ــ قف وفكر قليلاً .. رويدًا .

؛ لأن اللعبة تُحتم علينا .. أن نمثل الأدوار .  
لو حزين ؛ أنت أكيد هـ تلعب دور متأثر .
لا يعلمون أن الأفيه العظيم الذى قاله جمال اسماعيل إنَّ
-: الأرض كروية تلفو حول نفسها ..
 يعنى أن اللعبة بتدور ، وليست ثابتة .

ربما حزينة ــ حزن عميق ــ لكن لدى تفائل أسطورى للحياة .
عمرى ما كبّرت نفسي ..
لكن الحق أناكبرت فعلاً .. كبرت جداً .. يمكن وصلت لـ الخمسين كمان .
فهمت إننّى كبرت من زمان ـ عندما أهدى ليّ أبي كتابه ..

-: إلى أميرة التى طالت رف المذياع .

كان يريد أن يسعدنى ، عندما عانيت مرضاً لفترة طويلة وعلمنى أول شئ فى حياتى .. : .. الحياة Matrix كبير كله فيروسات وإحنا هنا عشان نتقاتل ، 
ولازم تكون عندك إرادة .. حياة .

أتمنى أقابل أم ترعى أموميتى .
أتمنى ــ من جديد ـــ أب أمارس طفولتى عليه .
كنت أتمنى أن أقول ــ أحبك .. وأحكى لك أسطاير تدهشك ، 
وأعرفك على دنيا أنا نفسي ، لم أكن أصدقها سوي وأنت معى .


بناتى ـــ أضطر أن أمثل عليكن .. أنا الفتاة الأم المُنطلقة التى ليس لديها أى مشاكل ، وطوال الوقت أردّد لـ نفسي ..
:ــ لا تبوحى بوجعك ــ حافظى أن يكون لك سراً ، آلمك و حزنك لا يهم وسط همومهن .. اسكتى أحسن .. 
عندما يسألوكِ كيف أحوالك .. ابتسمى وقولى بكل قوة
-: أنا تمام وأعيش حياة خالية من المشاكل ! .

أتى الوقت الذى أبكى , وأنا أسير بجوار أصدقائي وهم لا ينتبهون !.
أريد أن أثرثر مع شخص غريب فى سلام .. مجرد ثرثرة لا أكثر ولا أقل ..
كالعادة ألجأ إلي جدتى الميتة ، أو كتاب الذكريات الخاص بي .

من نصائح أحد الأصدقاء ، بعد أن بعثت له برسالة بمنتهى الهدوء وقلت له ..
-: أنا بخير لكن أحتاج إلى دكتور نفسي ، أريد فقط الحديث مع شخص .  
رد قائلاً : .. ممكن أقولك الرقم أهو وممكن اقولك طب جربى تتكلمى معايا ،
لكن يا أميرة أنتِ الوحيدة اللى فى ايدك بداية القرار ـ

لأن أحد أصدقائي اتسرسب منى من زمان ، حلمت أنه اتصل يقولى : آسف وأريد أن أراك .. بكيت .. لا أريد لـ رغابتى أن تتصور حلماً ، لكن هذا الحلم تكرر ثلاث مرات وبدأت أخشاه فعلاً .. وأصحو مفزوعة وعيونى مضببة بالدموع .

رائحة الموت حولي بشكل واضح ، أستنشقه ، لا أخشاه ، أخشي حدوثه داخل دائرتي ، حينها أكثف وجع الأيام  وبكل هدوء أقول لك ..
: آسفة لكن يومى كان صعباً .. مثل ترجمة الأفلام الأمريكية .

وطبعاً بعدما تقرأ النوت ـ هتقول : ـــ
.. بلا وكسة ـــ يعنى متكلمتيش عن الثورة و المجلس العسكري .
هاقولك المرّة الجاية إن شاء الله ـــ عشان سايبة البراد على النار .  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شكرًا على قراءتك .
بعض من الدردشة كان لابد منها مع أميرة ؛ لأنها لن تحدث مع أحد .  


الجمعة، 3 يونيو 2011

طيارة ورق


أفرح وأطير كالأطفال لكن دون جدوى ، لا أستطيع البوح بها / أعلم أن الآخرين جرحى ، يتآلمون / فأشعر بالخجل وأصمت / أشتاق إلى مشاركة فرحى بالتفاصيل الطفولية الصغيرة / وإذا عانقنى الحزن بقوة رجل عجوز ، لا أملك الفرار منه / لا يمكننى البوح ـ كذلك ـ أشعر بالخجل , وألتزم الصمت / أحزن بسبب اشتياقى صاحب غائب يختار السيرخارج الحياة / لا تجعلينى التورط بالحياة / يقف هو غريب الهيئة ، لكن وجه ذو ملامح قديمة تعيدنى لزمن خاص من طفولتى / أشاور له .. يندهش ويبتعد / أؤكد عليه الإشارة يردها دون إدراك منه / أقترب فيبتعد / ألعب معه لعبة السحاب والقمر التى تلعمتها مع أبي /  أدخل فى حالة يبدو من هيئتها أنها تركل المعاملات الإنسانية بكل ما أحمله من سلوك بدائي / نعم نعم نعم .. يا نيتشه .. الإشارات تتلاعب بي والمجلس العسكري تارة كحبيب شرير و تاره كجدتى ترتبك كالأطفال / عنى ، أخترته للبكاء معه دون غيره ـ لا أعرفه ـ هو سيجعل من بكائي  ماء بسكر يشرب منه اليتامى / أمى .. صارت تداعبنى بكثرة وهذا مربك .. هل الأمور فى نصابها الآن يا نيتشه ؟ / أبي يخزن الكميات الغريبة من السُكر بشكل هيستيري .. أحملى هذا يا أميرا فى حجرتك .. هذا يألمنى وهو يعلم ذلك ؟ / هو الخوف ليس أكثر ... الخوف من قوة حدسي / أقسم أننى تدربت على فقدان الذاكرة .. / كل منّا على  طريقه .. سنسير لا نملك البديل / ربما ينتهى الطريق .. ربما تقصر أقدامنا ونذوب بالأرض ونصبح أشجارًا ذات يوم ربما تطول أقدامنا ونطير فى السماء ونتحول إلى سحب برتقالية تغسل من يعجزون عن الطيران .


توقيع : أميرة 

الثلاثاء، 31 مايو 2011

لذّات برّاوية

ببساطة سأغلق بكل عنف الباب بقوة خلفي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتدافعون ، لكن لا يهم
كعادتى سأفقد الذاكرة ، بمجرد دخولهم جميعاً
 سأسخر بآلم من هذه الإشارات المراوغة السخيفة
من هذا التاريخ المُعاد

~ ~ ~ ~ ~

نعم ، فى الغابة سأعيش مع حيوانات منّى
ٍسأصنع مركبًا ملونًا ـ سيطفو بى أمدًا
وستذوب ألوانه وتصنع قوس قزح
يخلص العالم من عذابه الوهمي

~ ~ ~ ~ ~

ربما أحب الحياة ـ ربما دافعت عنها كثيرًا
لكن فى الحقيقية الحياة ، حبيب غير جدير بى ولا تبالى
سأتركها ـ إذن
قريبًا

كعادتى سأحاول نسيان وجعها المرير
لكن ربما سأكون قوية هذه المرّة
وسأتركها

~ ~ ~ ~ ~

تُخيّرك الحياة ـ ذئبًا أم حملًا !
الحياة لا تستحمل وجود الحملان
حيث تتحول إلى سحب شديدة البياض ، مُغرية

~ ~ ~ ~ ~

فى الغابة ... لن أحتاج إلى القفز من الشباك
والموت صباحًا والعودة مساءًا في هيئة ملاك ؛ لأقبل أمى وأبي النائميين

فى الغابة ... سأفقد آدميتى دون حرج ـ سأبكى فى حضن الأسود و القردة
فى الغابة ... سأخرج لسانى لكل الدارسين وأشرح لهم اللغة الجسدية
ـ سأحبس كل الكلام الذى يخرج مندفعًا  من فمى
اندفاعة سرب من الطيور الفزعة
وسأفقد النطق

فى الغابة ... سأعيش حياة برّية 

سأتعلم الجرى دون حاجة منى للرؤية ، مُغمضة
ٍسأرى حيواناتى تقفز بصورة كارتونية
سأركض وراءها بـ هيتسيرية
محاولة لمس السحب
سأركض سريعاً حتى اخترق اللامنتهى ،
وأصير بؤرة ضوئية ، تنير قلب الأعمى

فى الغابة سيقل الضغط الكونى عن أذناى
ويمنع عنّى ذبذبات البشر الفارغة
كل أحاديثهم لا تفيد
ستسمع أذناى أصوات الصمت
وتترجم لغة الرياح اللعوبة

~ ~ ~ ~ ~

ٍربي ـ أنا الآن إليكترون ضئيل يتحكم بالعالم
لا تزعجه بتجارب البشر الفاشلة
لا تزعجه .. بأنفاسهم الكريهة
وأصواتهم المؤذية

~ ~ ~ ~ ~

أكاد ألمس الذات الآلهية
من كثرة جمالها فتحولنّى إلى فراشات مائية

~ ~ ~ ~ ~

لن أصدقك مرّة أخري
لن أصدق إشاراتك
لن أصدقنى
سأتوقف عن اللعب هذه المرّة
فقط ساعدنى على فقدان ذاكرتى
ٍسألفظ قيئا كل ذكرياتى السيئة
فى بئر صنعته من أجلى الذئاب

~ ~ ~ ~ ~

فلستُ جديرة ـ حقًا ـ بالحياة
تلك ليست كتابة
أفيقوا .. لا تندمجوا كثيرًا
أو اندمجوا حتى الثمالة
لى رغبة فى سبّكم .. لا تنزعجوا منى أرجوكم
لحظة ، لن أعتذر لكم
كفانى اعتذارات .. كفانى فقد

~ ~ ~ ~ ~

سأقوم بـ قص شعرى كله
واظل راقدة تحت شجرة خرافية ظلها افتراضي
وسأترك القرود الخبيثة تقذفنى بـ حبات الفاكهة فى فمى
وسألتقطها كالمهرج الذى سيقدم آخر عروضه
آخر الحبات ـ سألتقطها وأقفز
دون التفكير بـ أرض أصطدم بها
مشهد سقوط فى حلم لا ينتهى



..................


لعبة مشاركة من حسن

الكون .. البشر .. جماعات الذباب
هي الحركة
هو الموج المتلاطم
أو هي حركة موج الدمع
او هي البراكين و الجبال
او هي الغابة و القردة
دعينا نترك و لو قليل عالم ثقيل
دعي عنك هذه الاحمال
دعيهم جميعا يدعون احمالهم
دعيني اعود خفيفا
- اكررها مرارا -
ها نحن تجردنا من كل ما يملكون .. سنعود من جديد
اطفالا يبكون
نسوة يحملن الخبز
رجالا ينقشون الارض بالحبوب فتزهر هذة اللوحة الخضراء
- هانحن نري -
حيث لم يعد لنا حتي ظلا معنا اخبرتكم من قبل اننا تركنا كل شي
لم تعد هناك النافذة فلم نعد بحاجة الي القفز منها
لم يعد هناك بيتا لنا و لا رفقة و لا ضغوط الــ حولينا
تركناهم هم الاخرون
- تجردنا -
هانحن نطيل النظر فيمن حولنا لاشئ حولنا
- حتي انا لاشئ حولي غير ما اكتبة الان -
لم ادرس فلسفة الاساطير
ولا نقد القدامي
ولا لغة الطير
جاهل بكل ما سبق
إلا انني بكل رشاقة الجسد .. بخفة لاعبو الاكروبات الاوائل
بلغة ابن فرناس و طيبتة
أكتب
من لم يكن .. لن يكون
من لم يكن لم يكون
م
ن
لم يكن
لم يكون
ها أنا اكتب
و انت تكتبين
ـ أنا الآن إليكترون ضئيل يتحكم بالعالم
أقرك
أنا الآن إليكترون ضخم يتحكم بالعالم الضئيل
أقرك
انت لك رؤية
أقرك
و أنا لي رؤيتي الخاصة
فـــ هـــــ ل
تقرين

توقيع : حـسـن سـرور *

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* لعبة حسن على النص بتاعى


الأربعاء، 18 مايو 2011

بواقي غضب ــ 28 يناير




يوم الخميس ... 27 يناير ...سهرنا جميعاً فى حالة سخرية .. نودّع العالم .. سنموت غدًا

 28 يــناير
ظهرًا ..
صديقتى تتشبث بيدى ... ترتعش .. بمجرد اقترابنا من عبد المنعم رياض
واستنشاقنا رائحة القنابل المسيّلة للدموع

ـ تبكى قائلة .. أنا جبانة
أحاول أن أطمئنها .. اضغط على يدها ..
ـ بالعكس.. أنتِ شجاعة .. كل شئ سيكون على ما يرام

صديقي .. يهتف بجنون ويأس من عمره الصغير .. ينظر لي كأنّنى والدته ...
التقط الإشارة ... أردها  إليه  .. افتخر بك

ـــــــــــــــ

الثلاثاء .. 1 فبراير

صديقة أخري .. بعد خطاب مبارك .. تبكى بُحرقة
أريد رؤية أمى المريضة من أسبوع
أخشي أن ترحل دون علمى
هل سأعود إلى بيتى

أنا ... أري أناساً يلطخون يومى بذكريات سيئة .. مثل مبارك فى هذا اليوم
لكن ... أعلم إنى صرت أم داخل التحرير
ولن أخاف بعد ذلك
ــــــــــــــــ


يوم 28 يناير ...... وقت نزول الجيش

..عند استيعابنا الأمر .. حاولت الرقص ؛ لكن جاءت عربة سوداء محاولة دهسي ، لولا يد أحد الأصدقاء .
حينها أدركت .. الأمر ليس بهذه السهولة كى أرقص بالشارع ..دون أن يلتهمنى الآخر
أعلم .. أنّنى .. تمنيت الموت .. وجاءت الفرصة مشوهة

هل كان نزول الجيش مُبكرًا .. بعد ثلاث أيام احتجاج ؟! !!
إذ كتمَ صرخة الغضب فى منتصفها .. بحجة فرحة نزوله


توالت الأحداث المُربكة بعد التنحى
انتهت بدخول صديقنا السجن والحكم عليه بـ 3 سنوات
لن أقول تهمته .. لن يفيد
..
فالبلد مشغولة .. بـ تغيير اسم المحطة
وحرق الكنائس ....
وبعض زملائي مشغولون بزيادة راتبهم خمسون جنيهًا

والمجلس يصرخ ..
نُريد العمل حسب شرعيتنا التى أخذناها منكم وقت الثورة
عذرًا أيها المجلس ...
أنت فقط .. تُدير ولا تحكم
لا تتباطئ
، حتى لا نغضب مرّة أخرى بانتكاسة
نسمع إشاعات مُخيفة حول الإخوان والسف
نسمع عن نوايا عسكريين لـ تولى السلطة
نسمع عن زحمة السجون بشباب جامعيين
 ويستمر العرض ... ويستمر الغموض
ومبارك يصدر الخطابات
وأنا صرت أفتقد الأصدقاء
لكننّى مازالت عنيدة


من كام يوم مريت من دوران شبرا ،
تذكرت كل تفاصيل 28 جمعة الغضب المُرهقة
، وتذكرت ـ أيضًا ـ أحد الأصدقاء المهمين فى دائرتي ،
كنت سأفقده قبل 25 يناير ـ وذابت فجوة الأيام بينّنا .. يوم 28 يناير وظلت لمدّة 18 يوم ..
حالياً .. صار بعيدًا مرّة أخري ـ وللآسف ـ أظنّنى فقدته تماماً ..
وأنا متألمة كعادة الفقد التى تُمارس عليّ
..
جاء خبر يوم جمعة الغضب الثانية فى مايو ..
وفكرت انضم .. ربما ألتقيه مرّة أخرى .. ربما استدعيه ..
ربما أنقذ ما تبقى لي معه

استدعاء .. حالة ..
هبطت فيها ذكريات أجمل 18 يـوم.