الأربعاء، 18 مايو 2011

بواقي غضب ــ 28 يناير




يوم الخميس ... 27 يناير ...سهرنا جميعاً فى حالة سخرية .. نودّع العالم .. سنموت غدًا

 28 يــناير
ظهرًا ..
صديقتى تتشبث بيدى ... ترتعش .. بمجرد اقترابنا من عبد المنعم رياض
واستنشاقنا رائحة القنابل المسيّلة للدموع

ـ تبكى قائلة .. أنا جبانة
أحاول أن أطمئنها .. اضغط على يدها ..
ـ بالعكس.. أنتِ شجاعة .. كل شئ سيكون على ما يرام

صديقي .. يهتف بجنون ويأس من عمره الصغير .. ينظر لي كأنّنى والدته ...
التقط الإشارة ... أردها  إليه  .. افتخر بك

ـــــــــــــــ

الثلاثاء .. 1 فبراير

صديقة أخري .. بعد خطاب مبارك .. تبكى بُحرقة
أريد رؤية أمى المريضة من أسبوع
أخشي أن ترحل دون علمى
هل سأعود إلى بيتى

أنا ... أري أناساً يلطخون يومى بذكريات سيئة .. مثل مبارك فى هذا اليوم
لكن ... أعلم إنى صرت أم داخل التحرير
ولن أخاف بعد ذلك
ــــــــــــــــ


يوم 28 يناير ...... وقت نزول الجيش

..عند استيعابنا الأمر .. حاولت الرقص ؛ لكن جاءت عربة سوداء محاولة دهسي ، لولا يد أحد الأصدقاء .
حينها أدركت .. الأمر ليس بهذه السهولة كى أرقص بالشارع ..دون أن يلتهمنى الآخر
أعلم .. أنّنى .. تمنيت الموت .. وجاءت الفرصة مشوهة

هل كان نزول الجيش مُبكرًا .. بعد ثلاث أيام احتجاج ؟! !!
إذ كتمَ صرخة الغضب فى منتصفها .. بحجة فرحة نزوله


توالت الأحداث المُربكة بعد التنحى
انتهت بدخول صديقنا السجن والحكم عليه بـ 3 سنوات
لن أقول تهمته .. لن يفيد
..
فالبلد مشغولة .. بـ تغيير اسم المحطة
وحرق الكنائس ....
وبعض زملائي مشغولون بزيادة راتبهم خمسون جنيهًا

والمجلس يصرخ ..
نُريد العمل حسب شرعيتنا التى أخذناها منكم وقت الثورة
عذرًا أيها المجلس ...
أنت فقط .. تُدير ولا تحكم
لا تتباطئ
، حتى لا نغضب مرّة أخرى بانتكاسة
نسمع إشاعات مُخيفة حول الإخوان والسف
نسمع عن نوايا عسكريين لـ تولى السلطة
نسمع عن زحمة السجون بشباب جامعيين
 ويستمر العرض ... ويستمر الغموض
ومبارك يصدر الخطابات
وأنا صرت أفتقد الأصدقاء
لكننّى مازالت عنيدة


من كام يوم مريت من دوران شبرا ،
تذكرت كل تفاصيل 28 جمعة الغضب المُرهقة
، وتذكرت ـ أيضًا ـ أحد الأصدقاء المهمين فى دائرتي ،
كنت سأفقده قبل 25 يناير ـ وذابت فجوة الأيام بينّنا .. يوم 28 يناير وظلت لمدّة 18 يوم ..
حالياً .. صار بعيدًا مرّة أخري ـ وللآسف ـ أظنّنى فقدته تماماً ..
وأنا متألمة كعادة الفقد التى تُمارس عليّ
..
جاء خبر يوم جمعة الغضب الثانية فى مايو ..
وفكرت انضم .. ربما ألتقيه مرّة أخرى .. ربما استدعيه ..
ربما أنقذ ما تبقى لي معه

استدعاء .. حالة ..
هبطت فيها ذكريات أجمل 18 يـوم.



هناك تعليق واحد:

  1. دون الغرق ببحور الادب و الرد بكلمات و ارهاصات و قوالب معتادة
    كل ماجاء بخصوص يوم الغضب
    صغتية كما يدور بخلدي
    تلك المشاهد
    خوف الصديقة
    الصديق الذي نفتقدة
    دوران شبرا
    نفس السيناريو
    اشعر بهواء الكلمات و موج التعبير يلاطم وجهي

    دعيني أسألك
    لماذا نحن
    و من اعطانا حق العبور
    من
    ربما
    بجمعة غضب ثانية نعلم
    من يدري .. ربما

    ردحذف