الأربعاء، 10 أكتوبر 2012
بَعدَها ، تَنحَرِف !
ها هي العَجُوز تَجِلس فى حُجرَتِها المُظلِمَة ،
عِينَاها الضَعيِفتَان تَعتَمدان على خُيوُط إضَاءة الصَالة ،
جَالسة علي كُرسِيها الهزَاز ، تَغزِل ـ بِهدُوء ـ جَورَبِها بِألوَانِه غير المُتَنَاسِقة
تَستَمِع لمُوسِيقَي الرَاديو /
( أنا تلك السيدة العجوز )
خَطَوَتِها البَطِيئة ، تجعُلها تُدرك مَدى كِبرَها ،
كم صَارت لديها سَنَتين فى ذَات الوَقت /
خَطوَة .... خَطوَتَان .... ثَلاَث .... أربَـ ..
رُبَما يُبرر لها تَفضِلها ، رَاحتِها مُحَادَثة الأطفَال عن أى شَخص آخر ~
مَلتْ صَندُوق الذِكرَيات ، لم تَعُد تَكتَرث بما دُوَنَته من مَوَاقِف مَرتْ بِها
تَتَعَمد النِسيَان .........
( أصبحت أنا / الآن / هي ـ صار يُحرم علي فعل ما كنت أمارسه بخفة )
( احتاج إلي دعم حقيقى يا عزيزي ، ثم ارفضه ) ؛
يَلتَهِم الزَمَان أجزَاء أوقَاتِها الخَاصة
( كما التهم البعض مشاعري من قبل ) !
يُورِقها باستِمرَار سُكوُتِها ، عَدم صِرَاخِها ، ثَرثَرتِها /
( هلا غفرت لى ما يؤلمني من ذاتي ، هل استحق الغفران ) !
تَشُعر ـ العَجُوز ـ بِعَدم احَقِيَتِها فى الحَيَاة ، سَتُعَاقب نَفسِها بِالخَلاص
فالرَبْ يُعَاقِبها بالحَيَاة / بِذِكرَاها السَيئة ،
ثُم أن خَطَوَاتِها البَطِيِئة ، تَمنَع أُمنِيَتِها بِفِقدَان الذَاكِرة /
( هلا غفرت إسائتى لي / لك يا حبيبي ، لم يكن سوي غباء ، لم يكن سوي قسوتى لي / لك )
سَتُصَلي حَتْى يَمِل الرَبْ مِنَها ، يُخبرِها عن وَظِيَفَتِها الأرضية > مُمَارَسِة الخَطِيئة
( حقاً ياربي تؤلمنى بتذكرهذه المواقف ، يزداد رفضي لحياتى )
سَتَلعَبْ لُعبَة التَنَاقُض ، التى تَمَكَنت منها
( لن تقبل إنتهائها قدريا )
فِى هَذِه اللَحظة سَتجري العَجُوز سَريِعاً ، سَتَضحك ضحكَة هِستِرية ، بِجُنُون طُفُولي !
لَقد مَلتْ ـ بالفعل ـ حَيَاتِها ، الحَيَاة شِريِرة ، دُومَاً تَخَيلتْ الحَيَاة أسوأ ما فِي الكَونْ
سَتَصعد ـ العَجُوز ـ لسَطحِها ، سَتُحلق بِذِرَاع مَفَتُوح
( سارتطم بالأرض ، طائرة ، مفتتة لأجزاء هوائية ، مُتمنية الإلتحام مرة أخري )
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق